Tuesday, July 31, 2007

إنهم ينسجون فرحتهم


ضحكات عالية وابتسامات عريضة ودعابات ظريفة وأحضان دافئة وشهادات تقدير وزجل وأناشيد ومراسم تكريم ....

لم يكن ذلك مشهدا في جامعة ولا مدرسة ولا حتى في وزارة التربية والتعليم لتكريم أوائل الناجحين ولم يكن أيضا بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات لتكريم أوائل الراقصين أو باستاد القاهرة الدولي لتكريم أوائل اللاعبين بل ستتعجب إذا علمت أن كل هذه الفرحة والبشائر كانت ...خلف القضبان
نعم صدق عينيك ولا تكذبهما

فالمكان كان سجن مزرعة طرة
والزمان كان تمام الثانيةعشرة ظهرا من يوم السبت 28 يوليو 2007
والحدث تكريم المتفوقين من أبناء الإخوان المحبوسين على ذمة القضية العسكرية 2007

كنت معهم هناك والكل يبذل قصارى جهده لكي يضيف إلى حلاوة الحفل الصغير ما يذيب به مرارة الحبس في حلقه

كنت معهم هناك والبسمات تختلط بالعبرات والألسنة تلهج بالحمد والتكبير والابتهال لله بأن يتم فرحتهم بجمع الشمل وعودة الأحبة

كنت معهم هناك وأنا أشاهد تكريما ليس كأي تكريم بل مهرجانا ليس كأي مهرجان تذوقت فيه طعما للفرحة لم أذقه من قبل ومعنى للود والحب لم أجد له شبيها تتكلم فيه القلوب قبل الألسنة وتتعانق فيه الأرواح قبل الأجساد

كنت معهم هناك ورأيتهم وهم يصنعون فرحتهم بأنفسهم ويغزلون خيوطها بأيديهم يشدون سداتها إلى لحمتها ينسجون ثوب البهجة علهم يكسونها قلوبا أنهكها طول السهر وعيونا ما جفت من دمعها يستولدون فرحتهم من رحم معاناتهم
كنت معهم هناك ورأيت لمعة بارقة في عيون زوجات المعتقلين وأمهات الأوائل والمتفوقين ووالله لوددت لو نلبسهن أجمل التيجان فما بين زيارة أزواجهن بالسجن وحضور جلسات المحكمة العسكرية والإدارية العليا ومحكمة الجنايات ومناشدة مجلس الشعب وغيرها من ميادين الجهاد بالكلمة كل ذلك لم يشغلهن عن التحدي الذي يواجهه الأبناء مع كتبهم ودروسهم ومذاكرتهم فحولن بيوتهن إلى معسكرات مغلقة وثكنات لتخريج هذه الثلة التي أثلجت صدورنا وسط أمواج الأحزان الرهيبة التي تعيشها هذه الأسر

كنت معهم هناك وسمعت كلمات المهندس خيرت الشاطر الصادقات التي تقطر ألما مشوبا بالفرحة وغضبا مغلفا بالثبات وحبا مشربا بالعزيمة فكان مما قال " لقد ابتلينا بنظام غبي لا يقر حقا ولا يعرف عدلا فقد قمت بإحصاء عدد الجلسات التي كان يحضرها الأهالي معنا في المحكمة العسكرية والالمحكمة الإدارية العليا ومحكمة الجنايات وعروض النيابة ووجدت أنه ومنذ اعتقالنا لا يمضي أسبوع إلا وتجد الأسر والأبناء أنفسهم ذاهبين لحضور هذه الأمور مرة أو مرتين أسبوعيا هذا غير الضغط النفسي والعصبي الذي يكابدونه ورغم ذلك ذاكر أبناؤنا ووفقهم الله وكانوا من الأوائل وإنما أهدي أعظم التحية إلى أخواتنا الأمهات اللاتي عانين كثيرا في سبيل ذلك اليوم"
وكان من أروع فقرات حفلنا الصغير تلك القصيدة العصماء التي ألقاها الدكتور عصام عفيفي مهنئا ومداعبا للمتفوقين فقد خص لكل واحد منهم في قصيدته بيتا بالاسم فكان المكان يهتز بالضحكات والتصفيق لكل من يذكر بيته ووزعت الحلوى والمشروبات واحتفلنا وصنعنا فرحتنا بأنفسنا وسألنا الله أن يتمها علينا بعودة أحبابنا إلى بيوتهم

كنت معهم هناك وتعلمت أسرار النسج جيدا

أيمن مبروك

Thursday, June 7, 2007

عمر محمد مهنى... بسمة مع إيقاف التنفيذ







إن القريب من الأخ الأستاذ محمد مهنى (أبو عمر) كما نناديه يعرف كم هو أب حنون وزوح ودود فأنا أزعم – من خلال قربي له- أنه أب مثالي؛ فلم أره مرة يصرخ أو يعنف عمر رغم شقاوة الصغير ولم أره مع الصغير إلا مداعبا ملاعبا يحمله على ذراعيه أغلب الأوقات يضاحكه باستمرار حتى غدت الابتسامة الصافية أحد المعالم الملازمة لوجه الصغير عمر

غير أن هذه الابتسامة أزعجت حكومتنا الرشيدة وضايقت أمننا القومي وعكرت صفو الباب العالي فأصدر لها فرمانا بالتحويل لمحاكمة عسكرية وغابت شمسها عن وجهه البريء منذ ستة أشهر تقريبا

أقول ذلك وقد أتم ابننا عمر عامه الثالث منذ أيام قلائل وأبوه مغيب خلف القضبان يشكو إلى الله ظلم الطواغيت

أقول ذلك وما زال صوت عمر يتردد في أذني مجيبا كل من يسأله فين باب يا عمر؟ فيرد: بابا في سبيل الله !!

أقول ذلك وما زال صوت عمر يتردد في أذني وهو يهتف بأبيه في إحدى الزيارات "بابا مش هتيجي معانا بفى ؟؟ ويسكت الأب ولا يجيب!!!

أقول ذلك وأنا أرى عبد الله (الابن الأصغر للأخ محمد مهنى) ابن الأربعين يوما يصرخ ويبكي ولا يملك الأب المتلهف له من الأمر شيئا وفي صرخته وبكائه ما يلين الحجر ولكن الحجر أرحم وألين من قلوب بطشت وظلمت وفرقت بين الابن وأبيه

أسأل الله العظيم أن يحرر بسمتنا المقيدة وأن يعيد شمسنا الغائبة وأن ينتقم من كل من ظلم "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

أيمن مبروك

Wednesday, May 30, 2007

رسالة محمد مهنى للمصرى اليوم


تعليقاً على نشر الجريدة صورة زوجته وابنه الرضيع أمام جحافل الأمن المركزى

السيد الأستاذ / مجدى جلالرئيس تحرير جريدة المصرى اليوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شدت نظرى الصورة المنشورة فى جريدتكم الغراء فى عدد الخميس 24/5/2007 أعلى الصفحة الأخيرة وبها سيدة منتقبة تحمل طفلها أمام جحافل الأمن المركزى وسألت نفسى لماذا أخرجت هذه الأم وسط هذه الأجواء وعن من يبحث هذا الرضيع ...
أما هذه السيدة فهي زوجتي التي خرجت تجاهد وتدافع عن زوجها المحبوس ظلماً وعدواناً على ذمة المحكمة العسكرية ..وأما هذا الطفل فهو عبدالله نجلى الذى جاء إلى الدنيا وأنا فى السجن ولا أستطيع مجرد رؤيته إلا خلال زيارة السجن فخرج إلى الدنيا يدافع ويبحث عن أبيه لا يخاف حشود الأمن المركزى من حاله ....ولعلك تسأل الأن من انا .....؟فأنا أصغر المحبوسين على ذمة قضية الإخوان المسلمين ( قضية عسكرية )التى أطلقتم عليها قضية ميليشيات والتى على رأسها النائب الثانى للمرشد العام للإخوان المسلمين مهندس / خيرت الشاطر وقد حصلت فيها انا وإخوانى على الحكم بالإفراج أصر النائب على حبسنا وإحالتنا للقضاء العسكرى لحسابته السياسية وبقيت طوال هذه المدة فى الحبس حيث توفى خلالها والدى رحمه الله ورزقنى الله بهذا البطل إبنى عبدالله ....... !لذلك خرجت زوجتى وإبنى الرضيع يدافعون عنى وعن الشرفاء خرجا وخرج معهم كل زوجات وأبناء المعتقلين والمظلومين دفاعاً عن بلدنا مصر وعن حقهم فى الحرية والديمقراطية .وأخيراً شكراً لجريدتكم الغراء ..... لعلكم تستطيعون نشر تعليقى هذا


محاسب / محمد مهنى حسن

النزيل بسجن مزرعة طره

على ذمة القضية العسكرية منذ 6 أشهر ظلماً وزوراً وعدواناً

أنا أبشر كل شاب في مصر بيصلي إنه هيتحبسمكاني


أ. محمد مهنِّي... اتفضل.
مهنّى (بانفعال): يا سعادة القاضي أنا ابني اللي عنده 3 سنين هنا أهو واقف ورا السلك بيقوللي أنا عايزك يا بابا، إنت إيه اللي جايبك... ردّ عليه يا سيادة القاضي..
يا سيادة القاضي أنا مقبوض عليَّ ومتهم بإني من قيادات الإخوان المسلمين.. يا فندم أنا أقل فرق موجود بيني وبين أصغر واحد هنا 15 سنة.. قيادات إيه بس يا فندم؟!
يا سيادة القاضي أنا أبويا مات وأنا في السجن، واتمنعت إني أخرج في جنازته، مراتي ولدت وماشفتش ابني اللي لسه مولود..يا جماعة أنا أبشر.. كل شاب موجود هنا بيصلي وبيصوم إنه هيتحبس وهييجي هنا مكاني.. أما اللي بيتعاون مع الصهاينة فيقف ويرفع علامة النصر بإيده لأنه عارف إن الصهاينة مش هيسيبوه وهيقفوا بجانبه.. يا سعادة القاضي أنا إيه اللي يخليني أتحبس 4 أشهر ظلم من غير سبب... أنا بوعدك يا فندم إني لو فضلت هنا في السجن يوم واحد زيادة... هتوصلك مني كل يوم دعوة على الظالم

Saturday, May 5, 2007

وأنا كمان ياسيادة القاضي هرفع إيدي بعلامة النصر


ياسيادة القاضيالجاسوس المصري المتهم بالتخابر مع إسرائيلبعد الحكم عليه بخمستاشر سنة رفع إيده بعلامة النصرعارف حضرتك ليهلأنه عارف إنه هيخرجعارف إن إسرائيل هتطلعهزي ما طلعوا عزام عزام قبل كدهعزام عزام اللي تبول أمام هيئة المحكمة في القفص خرجوأنا يا سيادة القاضي كمان هرفع إيدي بعلامة النصرهرفع إيدي علشان لو هما معاهم إسرائيلإحنا معانا ربناأنا كمان هرفع إيدي بعلامة النصرياسيادة القاضيولدي ثلاث سنوات يسألني متي سأعود فماذا أقول له ؟أبي مات ولم أتقبل عزاءه ..! لإنني مسجون ظلماجاء طفلي إلي الدنيا ولم أكن إلي جوار أمه لإنني مسجون ظلماياسيادة القاضي" لو بقيت بعد هذا اليوم في السجن ساعة واحدة سأدعو بحرقة المظلوم علي كل من ظلمني "الإصلاحي المصري الشاب محمد مهنا حسنفي محاكمته الظالمة في المهزلة العسكرية

Sunday, April 1, 2007

Free Web Site Counter
Free Web Site Counter

مولود جديد للإصلاحي المعتقل محمد مهني حسن


عبد الله محمد مهنا حسن
زهرة تفتحت الأسبوع الماضي ومولود مبارك بإذن الله
للشاب المصري الوطني
أحد رموز الإصلاح المصري المحالين للمحاكمة العسكرية
وبدورنا نقول له
بورك في الموهوب .. وشكرت الواهب
ونقول لعبد الله
ويارب يكون عهدك أحسن من عهدنا الحزين
وأكيد بتضحيات والدك يا عبد الله وإخوانه
سيكون غداً أفضل لكل أطفال مصر

Wednesday, March 28, 2007

خذوا الحكمة من أفواه ...الحراس!!




لقد كادت هذه الحكمة التي سمعتها من أحد حراسي بسجن مزرعة طرة في منتصف مايو 2005 أيام (هوجة) الاعتقالات التي ضربت مصر على أبواب تعديل فخامة المادة 76 للدستور وقضيت أيامها ما يمكن أن أعتبره أجمل أيام حياتي حتى الآن (أيام حلوة الله لا يعودها على رأي أستاذنا الشيخ وجدي غنيم الله يحفظه)

كنت بقول إني ساعتها سمعت حكمة من أحد حراسي ومضت بي الأيام حتى كدت أنساها لكن ما ذكرني بها هذه الأيام هو عودتي لنفس المكان ورؤيتي لنفس الشخص الذي قالها لكن مع اختلاف جوهري هذه المرة هو أنني زائر ولست سجينا.

طبعا أنا عارف إنكم تتشوقون لمعرفة هذه الحكمة التي أخذتها عن حارسي ولن أبخل عليكم بها فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها

كانت تجربة الاعتقال هذه هي الأولى (وربنا يجعلها الأخيرة) وكانت في قلوبنا- نحن الشباب - بعض الرهبة منها وكنا نسأل من حولنا من أساتذتنا ومعلمينا عنها غير أن عم فاروق حارس (العنبر) قال لنا هذه الحكمة الجميلة (يا ولاد ماتقلقوش مفيش حد جه هنا إلا وخرج) فابتهجنا جميعا وابتسمنا لكنه لم يكن قد أكمل عبارته بعد فقد فاجأنا قائلا (ومفيش حد خرج إلا ورجع تاني) ورغم هذه العبارة المفاجئة إلا أننا قهقهنا جميعا وضربنا كفوفنا بكفوف بعضنا فقد وجدنا فعلا أن معظم من كانوا معنا كادوا أن يستخرجوا (أبونيه اعتقال)

تذكرت هذه الحكمة وأنا أزور أخي وأستاذي الحبيب محمد مهنا خلال الأيام الماضية وهو من الذين أحالتهم حكومة الكوارث إلى القضاء العسكري ولم أجد شيئا تغير إلا للأسوأ وسبحان من يغير ولا يتغير والموضة تطورت كثيرا فالاعتقال أصبح موضة قديمة استبدلت بالمحاكمات العسكرية والتهديد أصبح مصادرة واتهامات بغسيل الأموال بل إن بعض المستهبلين تمخض فأنجب فأرا عندما انبرى وقال إن الإخوان يقفون وراء جرائم سفاح المعادي وسلم لي ع الترماي

تذكرت هذه الحكمة وأنا أدخل السجن زائرا فيستقبلني عم فاروق بحضن رائع وابتسامة جميلة وخفة دم معهودة "أيمن انت نسيت عمك فاروج وللا إيه" واحتضنني بقوة وبادلته نفس المشاعر على رغم ما فرضته عليّ الحكومة من كره للبدلة الميري

تذكرت هذه الحكمة التي خرجت من رجل بسيط يصف فيها حال مصرنا الحبيبة التي يتشدقون بحبها صباح مساء ثم يبيعونها على أرصفة العدو وسلم لي ع الغاز الطبيعي وأكياس الدم الفاسدة والعبارة المنكوبة والبقية تأتي.

تذكرت هذه الحكمة وأنا أرى نفس الوجوه التي عايشتها في نفس المكان في مايو 2005 هي هي ترتدي نفس الملابس البيضاء أيضا في 2007 ويارب ماتقلبش بأزرق.
رأيت هذه الحكمة تتكرر وسوف تتكرر طالما أن شعبنا البسيط يغض الطرف عن مفاسد جلاديه خوفا ورغبا "أنت عارف يا بيه لقمة العيش صعبة وحط راسك بين الرؤوس هيَّ يعني المية بتطلع في العالي" يا جمال شعب المخروسة قصدي المحروسة

والغريب في الأمر أن الوجوه التي كانت بتتكسف أحيانا زمان قد أصابها لفحة من البجاحة وبقت عينها تندب فيها رصاصة فلم يكتفوا بالاعتقال أو تخويف المجتمع من الشرفاء بل رموهم - وببرود شديد- باتهامات أقل ما يقال فيها أنها تخل بالشرف

وأرى أن ما تفعله الحكومة مع هؤلاء الشرفاء هو ما يطلق عليه علماء النفس (أسلوب الإسقاط) حيث يسقط الشخص المريض نفسيا أخطاءه وعيوبه على الآخرين لكي يقنع نفسه أنه لا يقل عمن حوله في شيء وأن عيوبه ليست فيه وحده بل في الآخرين أيضا كي لا ينهزم أمام نفسه أو يفقد احترامه لها
فالذين يتهمون الشرفاء بغسيل الأموال يعرفون جيدا من أين جاءت أموالهم وسلم لي على بنوك سويسرا
والذين يتهمومنهم بالخطورة على أمن البلاد يعرفون جيدا كم روعت زبانيتهم أمن المواطنين في جنح الليل وكم في الحبس من المظاليم بدعوى أمن البلاد وسلم لي على لاظوغلي باشا
والذين يتهمونهم بمخالفة القانون يعرفون جيدا طرق وأساليب ودهاليز العزف على القانون!!
لكنني ارتحت عندما فتحت كتاب الله وقرأت فيه تصريحات فرعون بكل فساده وظلمه وجبروته عن موسى فانبرى - محذرا لقومه من موسى- قائلا "إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد" وعرفت ساعتها أن حكومتنا هي التطور الطبيعي للحاجة السافلة!!

أيمن مبروك